Friday, April 16, 2010

العولمة ... الحداثة ... والعلمانية

أخذت التطورات .. تمتلك حيزاً كبيراً في حياتنا اليومية .. وهذا التطور صاحبنا .. في كل شئ .. وحتى في اللغة .. والتفكير .. ومن هذا المنطلق .. أخذني التفكير في ثلاث كلمات .. نقولها كثيراً .. ولكن لا أعلم أن كان المعنى الحقيقي لها معلوم أم لا ...



وأول هذه الكلمات التي سأتحدث عنها .. هي العـــــولــــمـــــة ...



وما أدراك ما العولمة ... كلمة نتناقلها كثيراً .. ومعناها .. تصبغ بمختلف الكلمات والمعاني ... والعولمة .. بمعناها الغير حقيقي .. هي التطور والتحدث .. في كل مجالات الحياة .. وهذا هو المعنى الذي اغلب الناس يعرفه ويصدقه أيضا .. بينما يُخفى عنه المعنى الحقيقي .. إذن ما هو المعنى الحقيقي للعولمة .. ؟؟



العولمة .. هي كلمة مرادفة للأمركة .. وهذا هو المعنى الحقيقي .. والعولمة حاصلة في زمننا والأمركة تحققت أيضاً ... وما أعنيه في هذه الكلمة .. هو هيمنة الدولة الأمريكية على كل جوانب الحياة .. وفرض سيطرتها الفكرية .. وتصرفاتها .. على الحضارات القديمة .. سواء عند العرب أو الأوروبيين .. ونأخذ مثال على هذا .. فرنسا .. وهي دولة أوروبية عريقة .. لها تاريخ عظيم .. وأحداث كثيرة .. وفرنسا موجودة منذ آلاف السنين ..



أما أمريكا .. فتم اكتشافها منذ مائتي سنة أو أكثر تقريباً .. ولا مجال للمقارنة بين التاريخ الأمريكي الصغير .. بالتاريخ الفرنسي .. الكبير .. والحكيم في تاريخه ... ومن الملاحظ .. أن فرنسا والدول ألأوروبية تحاول جاهده صد الأمركة أو العولمة الأمريكية .. التي ترسلها أمريكا بآلاف الوسائل في كل يوم .. لكن إلى الآن فرنسا صامدة .. بلغتها .. وتاريخها العريق .. وفكرها الرائع .. لكن لا يعني أن أمريكا استطاعت أن تستحوذ على طبقة الشاباب .. كما هو الحال عند العرب .. لأن فرنسا تحاول المحافظة على حضارتها .. من طغيان الفكر الأمريكي ... وكما هو الحال مع باقي الدول .. مثل ألمانيا .. واسبانيا .. وايطاليا .. وأيضا كما هو الحال عندنا نحن العرب ... فلم لا نصد هذا الطغيان .. مثل الأوروبيين .. الذين يتمسكون بحضارتهم وهم على باطل .. فكيف لا نتمسك بحضارتنا .. ونحن الذين على حق ... ؟؟

هنيئاَ لكم أيها العرب ... فقد رحبتوا بالعولمة .. أشد ترحيبٍ بها .. وها هي تدمر عقول أبنائكم ..

بفكر الراب .. والروك أند رول .. والهيب هوب ... والملابس التي لا ذوق فيها ... والكلمات التي يرددها أبنائنا .. دون علمٍ بها .. وما أتى كل هذا .. إلا من الأفلام التي تنشر في كل يوم .. والأغاني التي يطرب بها الشباب .. في كل يوم ... والتصرفات الغير لائقة التي يتحلى بها الشباب .. في أيامنا هذه ...

مقطع من الفكر ...

سلسلة مطاعم ماكدونالدز الأمريكية الشهيرة .. قد طغت على مطاعم صنع البيتزا

الإيطالية .. وهذا ما تشتهر به إيطاليا .. أو ما كانت تشتهر به ... فحتى في البيتزا .. أمريكا أصبحت منافساً قوياً جداً ...


 

والآن نأتي إلى كلمة الحداثة .. وما هي الحداثة .. أتصور أن جميعكم .. يقول .. بأن الحداثة .. هي التطور .. وما إلى ذلك من كلمات مشابهه ... ولكن .. الحداثة كلمة لا تعني أي شئ عن التطور ..



فالحداثة تعني .. الخروج من العقل إلى اللا عقل .. والخروج من المعقول .. إلى الجنون .. العيش بحرية .. وبكيف الشهوات .. فهي ما تحكم الإنسان وليس عقلة .. فالحداثيين .. يعيشون في الأرض على أهوائهم .. أن حضرت فكرة القتل لشخص .. يفعلها بحكم رغبته فيها وليس بحكم عقلة .. لأنه لو التجأ لعقلة ... لرفض هذه الفكرة على الحال ... فالحداثة ما هي .. إلا جنون .. وفوضى تعم المكان .. وذهاب العقل .. وسيطرت الشهوات على الإنسان .. بدلاً من عقله .. وقد ترون هذه الكلمة .. تتملك الفنانين التشكيليين .. أو الرسامين ... تجده كثيف الشعر .. قذر المنظر .. أصابه الجنون .. كما أصاب رسوماته .. وأعماله الفنية ... بحيث يخلط الألوان .. دون هدف .. إلى أن يصل إلى لوحة .. غير مفهومة .. وتقدر بالملايين ..


 
مقطع من الفكر ...

تذهب إلى معرض رسم .. وتجد لوحة قمة في الجمال .. جبال .. وأنهار .. وسماء زرقاء .. تسر ناظريك ... لكن لا أحد بالقرب منها .. ولا أحد ينظر لها ... بينما تجد الصراخ .. والمزايدة .. والمراهنة .. ودفع الملايين للوحة .. لا ترى لها زاوية معلومة .. ولا تجد لها ملامح تحدد لك ما هي .. فهي مجرد ألوان .. أُلقيت .. على ورقة بيضاء كبيره ...





وأخيرا .. العلمانية .. هل تعرفون ما هي .. ؟؟



وهي اللا دينية .. أو الدنيوية .. أي فصل علم السماء .. عن الأرض ... أي فصل الحياة عن الدين .. وفصل المعاملات الدينية .. عن الحياة اليومية .. وأول من خرج بهذه النظرية هو الفيلسوف الكبير أفلاطون .. ( 400 سنة قبل الميلاد ) .. وهي النظرية التي خرج بها ماركوس وهو اليهودي الذي أشعل فتيل الشيوعية .. ليعمي أعين المضطهدين .. من جراء الكنائس .. بحيث وجدوا فصل الدين عن الحياة .. هو المهرب الوحيد من اضطهاد الكنائس والباباوات لهم .. فتبعوا ماركوس .. وفصلوا دينهم .. عن حياتهم اليومية .. حتى لا يخسروا المزيد .. ومن نظرية ماركوس .. خرجوا الشيوعيين والاشتراكيين .. أو الحزب الشيوعي والاشتراكي .. أو ما نعرفه بـ الشيوعية والاشتراكية ... والفرق بينهم ليس بكبير .. فلأولى تهدف إلى المشايعة بكل شئ والثانية تعنى الاشتراك بكل شئ لخدمة المصالح العامة .. لكن النظام الشيوعي بمعناه الذي ساد روسيا وانتشر منها إلى دول أخرى ترجع مبادئه .. إلى كارل ماركس والذي وصف الذي من قبله بالشيوعيين الخياليين أما فكرته هو فقد لقبها بالشيوعية العلمية .. والشيوعيين .. وهم من لا يرضون بالنظام .. ويسعون للإطاحة بالدولة ... وهذا ما حصل في الاتحاد السوفييتي .. بعد أن اتبع الشيعيون نظرية ماركس .. وسعوا للإطاحة بهذا الإتحاد .. وبنظام الدولة الحاكمة لهم .. وقد لاقت هذه الفكرة رواجا في أوربا لكنه لم يكن بنفس درجة الرواج والتقدير الكبيرين الذي لاقته فكرة الشيوعية في روسيا .. ففي ظل الظروف السيئة التي عاشها أبناء الشعب الروسي في عهد القيصر نيقولا الثاني كان من الطبيعي أن يتحمسوا لفكرة الشيوعية ... بعدما رأوا فيها الخلاص من معاملاتهم واستبداد أصحاب رؤوس الأموال بهم ... ومن أبرز من شارك هذه الفكرة مع ماركوس .. هو المنفى .. لينين .. وطبعا أغلبكم يعرف من هو فقد كان لينين من ابرز الشباب الذين تحمسوا للشيوعية وأعجبوا بكتابات كارل ماركوس وخرج لينين بأفكار وآراء جديدة أضافها وعزز بها نظرية ماركوس الشيوعية وبدأ يروج هو و تروتسكي سرا للنظام الشيوعي ... واستطاعا كسب أعداد كبيرة من شباب الثوار والذين كان من بينهم الشهير ستالين وكونوا جماعة سرية لمقاومة الحكم القيصري ووضعت هذه الجماعة نواة الحزب الشيوعي الروسي والذي شارك الأحزاب السرية الأخرى ... كحزب الأحرار وحزب الاشتراكيين النضال والمقاومة ضد الحكم القيصري لكن جواسيس الاوخرانا لم يغفلوا عن هذه الأنشطة السرية المقاومة لنظام الحكم ... فاعتقلوا كثير من المناضلين وقاموا بنفي بعضهم وكان منهم لينين وستالين حيث قضى لينين في منفاه بسيبيريا ثلاث سنوات ...



والعلمانية .. كلمة منافية للإسلام .. وليس لها أي مقاربه .. لمعاني الإسلام .. فديننا هو المكمل لحياتنا .. فكيف نفصله عن حياتنا ومعاملاتنا الدنيوية .. أن ديننا هو الذي يحكم تعاملنا مع الناس .. فبدونه .. كل شخص يتعامل مع الآخرين على هواه .. لهذا وضع الإسلام حدود لكل شخص .. تحدد حرياته .. وتبين واجباته .. لربة ... و لنفسه . وللآخرين .. ولو اتبعنا العلمانية وفصلنا ديننا عن حياتنا .. فلن تسير حياتنا على الوضع الطبيعي .. ولو نادينا بالشيوعية .. وذهاب النظام .. لما أخذنا حقوقنا .. ممن يظلمنا .. ويسلبها منا .. فالنظام نعمة .. والدولة وقوانينها نعمة ... وأكبر النعم .. هي نعمة الإسلام ...





مقطع من الفكر ...



ماركوس ناد بالعلمانية .. والشيوعية .. والاشتراكية .. كذلك لينين وستالين وتروتسكي هل هناك من ينادى بهذه الكلمات في زمننا هذا .. ؟؟

نعم .. وهو من قتل الآلاف .. بل الملايين من الأبرياء .. وهو من سلب .. حقوق الآخرين في ليلة هانئة .. وهو من حوكم أما الملأ في الدنيا ... كما سيحاكم أمام الملأ في الآخرة

No comments:

Post a Comment